الكبيرة الخامسة و العشرون : اليمين الغموس
قال الله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم } قال الواحدي : نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم في ضيعة فهم المدعي عليه أن يحلف فأنزل فأنزل الله هذه الآية فنكل المدعي عليه عن اليمين و أقر للمدعي بحقه و عن [ عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف على يمين و هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرىء مسلم لقي الله تعالى و هو عليه غضبان ] فقال الأشعث : في و الله نزلت كان بيني و بين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ألك بينة ؟ قلت : لا قال لليهودي : احلف قلت يا رسول الله إنه إذن يحلف فيذهب بمالي فأنزل الله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا } أي عرضا يسيرا من الدنيا و هو ما يحلفون عليه كاذبين { أولئك لا خلاق لهم في الآخرة } أي لا نصيب لهم في الآخرة { و لا يكلمهم الله } أي بكلام يسرهم { و لا ينظر إليهم } نظر ا يسرهم يعني نظر الرحمة { و لا يزكيهم } و لا يزيدهم خيرا و لا يثني عليهم و [ عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من حلف على مال امرىء مسلم بغير حق لقي الله و هو عليه غضبان ] قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم تصديقه من كتاب الله { إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا } إلى آخر الآية أخرجاه في الصحيحين و [ عن أبي أمامة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار و حرم عليه الجنة فقال رجل : و إن كان يسيرا يا رسول الله ؟ قال : و إن كان قضيبا من أراك ] أخرجه مسلم في صحيحه قال حفص بن ميسرة : ما أشد هذا الحديث فقال : أليس في كتاب الله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا } ؟ الآية و [ عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم فقرأ بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات فقال أبو ذر : خابوا و خسروا يا رسول الله من هم ؟ قال : المسبل و المنان و المنفق سلعته بالحلف الكاذب و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكبائر الإشراك بالله عقوق الوالدين و قتل النفس و اليمين الغموس ] أخرجه البخاري في صحيحه و الغموس هي التي يتعمد الكذب فيها سميت غموسا لأنها تغمس الحالف في الإثم و قيل تغمسه في النار فصل : و من ذلك الحلف بغير الله عز و جل كالنبي و الكعبة و الملائكة و السماء و الماء و الحياة و الأمانة و هي من أشد ما هنا و الروح و الرأس و حياة السلطان و نعمة السلطان و تربة فلان [ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن حلف فليحلف بالله أو ليصمت ] و في رواية في الصحيح [ فمن كان حالفا فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت ] و [ عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تحلفوا بالطواغي و لا بآبائكم ] رواه مسلم الطواغي : جمع طاغية و هي الأصنام و منه الحديث : هذه طاغية دوس أي صنمهم و معبودهم و [ عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف بالأمانة فليس منا ] رواه أبو داود و غيره و [ عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف فقال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال و إن كان صادقا فلن يرجع إلى الإسلام سالما ] و [ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رجلا يقول : و الكعبة فقال : لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من حلف بغير الله فقد كفر و أشرك ] رواه الترمذي و حسنه ابن حبان في صحيحه و الحاكم و قال صحيح على شرطهم قال : و فسر بعض العلماء قوله [ كفر أو أشرك ] على التغليظ كما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ الرياء شرك ] و قال صلى الله عليه و سلم : من حلف فقال في حلفه و اللات و العزى فليقل لا إله إلا الله و قد كان في الصحابة من هو حديث عهد بالحلف بها قبل إسلامه فربما سبق لسانه إلى الحلف بها فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يبادر بقوله : لا إله إلا الله ليكفر بذلك ما سبق إلى لسانه و بالله التوفيق
Tags:
الكبائر