من هو ادريس عليه السلام ؟
بدأت حياة البشر بنبي الله آدم عليه السلام، الذي عاش في الجنة مع أمّنا حواء ،ثم حصلت المعصية فأكلا من الشجرة بوسوسة إبليس، فكانت العقوبة إنزال الله لهما إلى الأرض، وعاشا فيها وبدأ منهما البشر ينتشرون، ثم كان الحسد سبب أول جريمة فقتل قابيل أخاه هابيل.
وانقسمت البشرية بين آدم عليه السلام ومن معه من ذرّيته في الجبال، وبين قابيل الذي سكن السهول، ثم انتشرت في ذرّيته الفواحش والمفاسد.
نسب النبي ادريس عليه السلام
بعد وفاة آدم عليه السلام قاد ذريته نبي الله “شيث”، وأنزل الله عليه الكثير من الصحف والتعاليم، ثم خلفه من بعده حفيده الخامس نبي الله “إدريس عليه السلام”، وكان الناس يعمّرون -أعمارهم طويلة- فادريس عاش مع آدم عليه السلام والتقى به.
نبوة ادريس عليه السلام
ادريس ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث عليهم السلام، كان يدعو الناس على شريعة “شيث” ويضيف عليها بأمر الله، فلما انتشر فساد ذّرية قابيل واعتدائهم على المؤمنين شرّع الجهاد، فكان أوّل من قاتل في سبيل الله، وأول من سبى في سبيل الله، فقد جهّز جيشًا من الخيل والرجال وقاتل المفسدين فهزمهم وسبى منهم.
وكان له مكانة عالية عند الله عزّ وجل، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، وفي الحديث الصحيح أنّ النبي ﷺ التقى بإدريس في السماء الرابعة في ليلة الإسراء والمعراج، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه:
«ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».
ننصحك بقراءة : قصة سيدنا شعيب عليه السلام
ميزات ادريس عليه السلام
وصف ادريس عليه السلام
يقول ابن كثير في وصفه: (كان تامّ القامة، حسن الوجه، كثّ اللحية، عريض المنكبين، ضخم العظام قليل اللحم، برّاق العينين أكحلهما، متأنّيًا في كلامه، كثير الصمت، ساكن الأعضاء -هادئ-، إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض، كثير الفكرة، به عبسة وإذا اغتاظ احتدّ، يحرّك سبابته إذا تكلّم).
اول نبي كتب بالقلم
إدريس عليه السلام أول من علّم الناس الكتابة، ورد في صحيح ابن حبان قول النبي ﷺ عن إدريس عليه السلام: «أول من خط بالقلم».
عالم الهندسة
قال المناوي في فيض القدير في تفسير قول النبي ﷺ عن إدريس أول من خط بالقلم: أي كتب ونظر في علم النجوم والحساب.
ولكن ينبغي أن يعلم أنّ علم النجوم على نوعين: فمنه المشروع ومنه الممنوع.
قال شمس الحق أبادي في عون المعبود: قال الخطابي: علم النجوم المنهي عنه هو ما يدل عليه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع، كمجيء الأمطار، وتغير الأسعار، وأما ما يعلم به أوقات الصلاة وجهة القبلة ،فغير داخل فيما نهي عنه.
فقد يكون هذا العلم الذي تعلمه إدريس عليه السلام من هذا النوع المشروع، وقد يكون من النوع الآخر الممنوع ولكنه قد كان جائزًا في شرعه منهي عنه في شرعنا.
أول خياط في التاريخ
نقل ابن حجر في الفتح عن ابن إسحاق أن: أول من خاط الثياب هو إدريس عليه السلام، وفي فيض القدير للمناوي أنّ أول من خاط الثياب ولبسها ـ وكانوا يلبسون الجلود ـ إدريس.
اقرأ أيضاً : قصة سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام
معجزة إدريس عليه السلام
معجزة النبي إدريس عليه السلام ليست محددة بوضوح في النصوص التقليدية. بعض الروايات تذكر أن معجزته تمثلت في رفعه إلى السماء. وفقًا لبعض المصادر، يُعتقد أن إدريس كان أول من خط القلم وتعلم الاستدلال بمواقع النجوم في وقت السير أو السفر. يشير اسمه إلى “الدرس”، مما يعكس ربطه بالتعليم والحكمة. هذه الروايات توضح أهميته في التاريخ الإسلامي، لكنها لا تشير إلى معجزة محددة بالمعنى التقليدي للكلمة كما هو الحال مع بعض الأنبياء الآخرين
إدريس عليه السلام وفاته
جاء في رواية -لم تثبت في حديث صحيح- ابن جرير عن هلال بن يسار قال: سأل ابن عباس كعبًا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}؟ فقال كعب:
أما “إدريس” فإنّ الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه -، فأحبّ أنْ يزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إنّ الله أوحى إليّ كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء.
فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه “إدريس”، فقال: وأين “إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي:
اقبض روح “إدريس” في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
اقرأ أيضاً : قصة لوط عليه السلام
مواضع ذكر النبي ادريس في القرآن الكريم
سورة مريم: {(56) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (57) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
سورة الأنبياء: {(85) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}.
قصة النبي إدريس عند الشيعة
في المعتقدات الشيعية، يُعتبر النبي إدريس عليه السلام شخصية مهمة، مشهور بنبوته وصدقه. وفقًا للمصادر الشيعية، عاش إدريس عليه السلام في عهد آدم وشيث (عليهما السلام)، حيث دعا الناس إلى عبادة الله الواحد وتجنب الظلم والفساد.
يُروى أن إدريس اعتزل في كهف بجبل شاهق حيث كان يصوم النهار ويُرزق بالطعام من قِبل ملك موكل من الله تعالى في كل مساء. تُشير الروايات الشيعية إلى رفعه إلى مكان علياً كما ورد في القرآن الكريم في سورة مريم، مما يدل على مكانته العالية ومرتبته الروحية الكبيرة في الإسلام.
تُعتبر قصته مصدر إلهام وتأمل في العقيدة الشيعية
Tags:
قصص دينية