حزب البر( الحزب الكبير )
.✍️ بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
" بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " " ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " "لاّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير" آلر. كهيعص. حم. عسق.
" رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" "طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى. إِلا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى. تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الارْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى. الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى.
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الارْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ومَا تَحْتَ الثَّرَى. وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى. اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاء الْحُسْنَى ".
اللَّهُمَّ إنكَ تَعْلَمُ أنِي بِالجَهَالةِ معروفٌ وأنت بالعلمِ موصوفٌ، وقد وسِعَتَ كُلَّ شَيءٍ مِنْ جَهَالتِى بِعَلْمِكَ فَسَعِ ذَلكَ بِرَحْمَتِكَ كَمَا وَسِعتَهُ بِعلمِكَ وَاغْفِرِ لِيَ إنكَ عَلىَ كُلِّ شَيءٍ قَدْيرٌ، يَا اللهُ يَا مَالِكُ يَا وَهَّابُ هَبْ لنا مِنْ نُعْمَاكَ مَا عَلِمْتَ لنا فِيهِ رِضَاكَ، واكْسُنا كِسْوَةً تَقِينا بِهَا مِن الفِتنِ فِي جَمِيعِ عَطَايَاكَ وَقَدِّسنا بِهَا عَن كُلِّ وَصْفٍ يُوجِبُ نَقصَاً مِمَا إستَأثَرتَ بهِ فِي عِلْمِكَ عَمَن سِواكَ، يَا أللهُ يَا عَليُ يَا عَظيمُ يَا كَبْيرُ نسأَلكَ الفَقْرَ مِمَا سِواكَ وَالغِنَي بِكَ حَتّى لا نشهَدَ إلاَ إِيَّاكَ وَالطُف بِنا فِيهِمَا لُطفاً عَلِمْتَهُ يَصلُحُ لِمَن وَالاَكَ، وَاكْسُنا جَلابِيبَ العِصمَةِ فِي الأنفَاسِ وَالْلَحَظَاتِ وَاجعَلنا عَبيداً لَكَ فِي جَمِيعِ الحالاتِ وَعَلِّمنا مِنْ لَدُنكَ عِلمَاً نصِيرُ بِهِ كاملين فِي المَحْيَى والمَمَات .
اللَّهُمَّ أنتَ الْحَمِيدُ الرَّبُّ الْمَجِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُريدُ تَعلَمُ فَرحنا بِمَاذَا وَلِمَاذَا وَعَلى مَاذَا وَتَعلَمُ حُزننا كَذلكَ وَقد أوْجَبتَ كَوْنَ مَا أرَدتَهُ فينا وَمِنَّا وَلا نسألَكَ دَفَعَ مَا تُريدُ وَلَكِن نسَألَكَ التَأييدَ بِرُوحٍ مِنْ عِندِكَ فِيمَا تُريد كَما أيَدتَ أَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلِكَ وَخَاصّةَ الْصِدِّيقينَ مِن خَلْقِك إنَكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير.
"اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ "
فهنيئاً لِمَن عَرَفَكَ فَرضِيَ بِقَضَائِكَ وَالوَيْلُ لِمَن لَم يَعرِفْكَ بَل الوَيْلُ ثمَ الوَيْلُ لِمَن أقَرَّ بِوَحْدانِيَّتكَ وَلم يَرضَ بأحْكَامِكَ.
اللهُمَّ إنَّ القَوْمَ قَدْ حَكَمتَ عَلَيهِم بِالذُلِّ حتى عَزُّوا وَحَكَمتَ عليهم بِالفَقدِ حتى وَجَدوا فَكُلُّ عِزٍ يَمْنَعُ دُونَكَ فنسألُكَ بَدَلَه ذُلاً تَصْحَبُهُ لَطَائِفُ رَحْمَتِكَ وَكُلُّ وَجْدٍ يَحْجُبُ عَنكَ فنسَألكَ عِوَضَهُ فَقْدَاً تَصْحَبُهُ أنْوَارُ مَحَبَّتِكَ فإنَّهُ قَدْ ظَهَرت الْسعَادةُ عَلى مَن أحْبَبتَهُ وَظَهرت الشقاوةُ عَلى مَن غيْرُكَ مَلَكَه فَهّب لنا مِن مواهب السعداء واعصِمنا مِن موارِد الأشقياء.
اللهُمَّ إنَّا قَدْ عَجَزنا عَن دَفعِ الضُرِّ عَن أنفسنا مِن حَيثُ نعلَمُ بِمَا نعلَمُ فَكَيفَ لا نعجِز عَن ذلك مِن حَيثُ لا نعلَمُ بما لا نعلَمُ، وقد أمَرتَنا وَنَهيتَنا وَالمَدْحَ والذم ألزَمتَنا، فأخو الصلاح مَنْ أصْلَحْتَه وأخُو الفساد مَن أضْلَلْتَه، والسعيد حَقّاً مَنْ أغْنَيِتَه عن السؤال مِنكَ والشقيُّ حقاً مَن حَرَمتَه مع كثرةِ السؤالِ لَكَ، فَأغنِنا بِفَضلِكَ عَن سُؤالنا مِنكَ ولا تحرِمنا مِن رَحْمَتِكَ مَع كثرة سؤالنا لَكَ واغفر لنا إنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، يا شَدِيدَ البَطْشِ يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ يا حَكِيم ، نعُوذ بِكَ مِن شَرِّ مَا خَلَقَتَ ونعُوذ بِكَ مِن ظُلمة ما أبدَعتَ ونعُوذُ بِكَ مِن كَيْدِ النفُوسِ فِيمَا قَدَّرتَ وأردْتَ ونعوذُ بِكَ مِن شر الحُسَّادِ على مَا أنعَمتَ، ونسْألكَ عِزَّ الدنيا والآخرةِ كما سَألَكَهُ نَبِيُّك سَيدنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَليه وآله وسَلَّم، عِزَّ الدنيا بالإيمان والمعرفة، وعِزَّ الآخرةِ باللقاء والمُشاهدة إنكَ سَمِيعٌ قريبٌ مُجيبٌ . اللهم إني أُقدِّمُ إِليك بين يَدَيْ كلِّ نَفَس وَلَمْحَةٍ ولحظةٍ وطَرفَةٍ يَطْرِفُ بها أهلُ السَماواتِ وأهلُ الأرضِ وكلُّ شيءٍ هو في عِلْمِكَ كائنٌ أو قد كان أُقدِّم إليك بين يَدَيْ ذلك كله " اللهُ لا إلَهَ إلا هُو الحَيُّ القَيُّومُ لا تأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْم لَهُ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ مَن ذَا الذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلّا بِإِذنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَاخَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلّا بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ الْعَظِيمُ".
أَقْسَمْتُ عَليكَ بِبَسْطِ يَدَيْكَ وكَرَمِ وَجْهِكَ ونُورِ عَيْنيكَ وَكَمَالِ أَعْيُنِكَ أَنْ تُعْطِيَنا خَيرَ مَا نفَذَتْ بِهِ مَشِيئَتُكَ وَتَعَلَّقَت بِهِ قُدْرَتُكَ وأحَاطَ بِهِ عِلمُكَ واكْفِنا شَرَّ مَا هُوَ ضِدٌّ لذلكَ وأكْمِل دِينَنا وَأتْمِم عَلَينا نِعْمَتَكَ وهَبْ لنا حِكْمَةَ الحِكْمَةِ البَالغةِ مَعَ الحَياةِ الطَّيبةِ والمَوْتَةِ الحَسَنَةِ وتَوَلَّ قَبْضَ أرواحِنا بِيَدِكَ وَحُلْ بَيننا وَبَينَ غَيرِكَ في البَرْزَخِ وَمَا قَبلَهُ وَمَا بَعْدَهُ بنُورِ ذَاتِكَ وَعَظِيمِ قُدْرَتِكَ وَجَمِيلِ فَضْلِكَ إنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، يا اللهُ يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ يا حَلِيمُ يا عليمُ يا حكيمُ يا كَرِيمُ يا سَميعُ يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ يا وَدُودُ حُلْ بَيننا وبينَ فِتْنَة الدنيا والنِّسَاءِ والغَفْلَةِ والشَّهْوَةِ وَالظُّلْمَ للعبادِ وسُوءِ الخُلُقِ. واغْفِرِ لنا ذُنُوبَنا واقْضِ عَنَّا تَبِعَاتِنا واكْشِف عَنّا السوءَ ونَجِّنا من الغَمِ وَاجعَلِ لنا مِنْهُ مَخْرَجَاً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِير، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا لطِيفُ يا رزّاقُ يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ لكَ مَقَالِيدُ السَّماوَاتِ والأرضِ تبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن تَشَاءُ وتَقْدِر فابْسُط لنا مِن الرزقِ مَا تُوَصِّلُنا بِهِ إلى رَحْمَتِكَ وَمِنْ رَحْمَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بيننا وَبَينَ نِقَمِك ومِنْ حِلْمِكَ ما يَسَعُنا به عَفْوُكَ وَاخْتِمْ لنا بِالسعَادةِ التي خَتَمتَ بِهَا لأوْلِيَائِكَ واجعل خَيرَ أيامِنا وَأَسْعَدَهَا يَوْمَ لِقَائِكَ وَزَحْزِحنا فِى الدنيا عن نَار الشَهْوَةِ وأدخِلنا بِفَضلِكَ في ميادين الرحمة واكْسُنا مِن نورِكَ جَلابيبَ العصمة واجعل لنا ظَهِيراً مِن عقولِنا ومُهَيْمِناً مِن أرواحنا ومُسَخِّرَاً مِن أنفُسِنا، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثيراً إنَّكَ كُنتَ بِنا بَصِيراً، وَهَبْ لنا مُشاهَدَةً تَصْحَبُها مُكالمة وافتَح أسماعَنا وأبصارَنا واذْكُرنا إذا غَفَلنا عَنكَ بأحسنَ ممَّا تَذْكُرُنا به إذا ذَكَرناك وارحَمْنا إذا عَصَيناك بأتَمَّ ممَّا تَرْحَمُنا به إذا أَطَعناك واغْفِر لنا ذُنُوبنا ماتَقَدَّمَ منهَا وما تَأخَّرَ والطُف بنا لُطفَاً يُحْجُبُنا عَن غَيِرِك ولا يَحْجُبُنا عنك فَإنّكَ بِكُلّ شَيءٍ عَليمٌ.
اللَّهُمَّ إنَّا نسْأَلُكَ لِسَاناً رَطباً بِذِكرِكَ وَقَلبَاً مُنَعَّماً بِشُكْرِكَ وَبَدَناً هَيِّناً لَيِّناً بطَاعَتِكَ وأعطِنا مَع ذَلكَ مَا لاعَينٌ رَأت ولا أُذنٌ سَمِعَت ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ كَما أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُكَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلهِ وَسَلَّمَ حَسبَمَا عَلِمْتَهُ بِعِلمِكَ وأغنِنا بِلاَ سَبَبٍ واجْعَلَنا سَبَبَ الغِنى لأوْليَائِكَ وَبَرْزَخاً بَينَهُم وَبَينَ أعدَائِكَ إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ إنّا نسْأَلُكَ إيمَاناً دَائماً ونسْأَلُكَ قَلباً خَاشِعَاً ونسْأَلَكَ عِلْمَاً نَافِعَاً ونسْأَلُكَ يَقِينَاً صَادِقَاً ونسْأَلُكَ دِينَاً قَيِّمَاً. ونسْأَلُكَ العَافِيةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ونسْأَلُكَ تَمَامَ العَافِية ونسْأَلُكَ دَوَامَ العَافية ونسْأَلُكَ الغِنى عَن النَّاسِ، اللَّهُمَّ إنّا نسْأَلُكَ الْتَوْبَةَ الكَامِلة والمَغْفِرة الشَامِلة والمَحَبة الجَامِعة والخُلَّةَ الْصَافِية وَالمَعرِفَةَ الوَاسِعَة وَالأنْوَارَ السَاطِعة وَالشَفَاعةَ القَائِمة وَالحُجَةَ البَالِغَة وَالْدَرَجَةَ الْعَالِيةَ وَفكَ وَثَاقَنا مِن المَعصِيةِ ورِهَاننا مِن النِّقمة بِمَواهِبِ المِنّةِ ، اللهُمَّ إنَّا نسْأَلُكَ التَوْبَةَ وَدَوامَهَا ونعُوذُ بِكَ مِن المَعْصِيَةِ وَأسْبَابِهَا وذَكِّرنا بِالخَوْفِ مِنكَ قَبلَ هُجومِ خَطَرَاتِهَا، وَاحْمِلنا عَلىَ النَجَاةِ مِنهَا ومِن التَفَكُّرِ فِي طَرَائِقهَا، وامْحُ مِنْ قلوبنا حَلاَوَةَ مَا اجتَنَيْناه مِنهَا، واستَبدلهَا لنا بالكَرَاهِيةِ لَها والطَّعْمِ لِما هُوَ بِضِدِّهَا، وَأفِضِ عَلَينا مِن بَحرِ كَرَمِكَ وجُودِكَ وعَفْوِكَ حَتى نخرُجَ مِن الدنيا عَلىَ السَّلامةِ مِن وَبَالِهَا وَاجْعَلنا عِندَ المَوْتِ ناطِقين بالشَهَادة عَالِمين بِهَا وارْأَف بِنا رَأفةَ الحَبِيبِ بِحَبِيبهِ عِندَ الشّدَائِدِ وَنُزولِهَا، وأَرِحْنا مِن هُموم الدنيا وَغُمومِها بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ إلى الجَنَةِ وَنَعِيمِها.
اللهُمَّ إنَّا نسْأَلُكَ تَوْبَةً سَابِقَةً مِنكَ إلينا لِتَكُونَ تَوْبَتُنا تَابِعَةً إليكَ مِنَّا، وهَب لنا التَلَقِّيَ مِنكَ كَتَلَقِّي سيِّدِنا آدَمَ – عليه السلامُ - مِنكَ الكَلِمَات ليَكُونَ قُدْوَةً لِوَلَدِهِ فِي التَّوْبَةِ والأعمالِ الصَّالِحَاتِ وبَاعِد بَينَنا وبَينَ العِنَادِ والإصْرَارِ وَالتَّشَبُّهِ بإبلِيسَ رَأسِ الغُواة واجْعَل سَيِّئَاتنا سِيئَاتِ مَن أحَبَبتَ ولاَ تَجَعَل حَسَنَاتِنا حَسَنَاتِ مَن أبغَضتَ، فَالإحْسَانُ لا يَنفَعُ مَعَ البُغضِ مِنكَ والإسَاءةُ لا تَضَرُّ مَعَ الْحُبِ مِنْكَ، وقَدْ أبْهَمتَ الأمرَ عَلينا لِنَرْجُوَ ونخَافَ فَآمِن خَوفَنا ولا تُخَيِّبْ رَجَاءنا وأَعطِنا سُؤلَنا فَقَد أَعطَيتَنا الإيمانَ مِن قَبلِ أنْ نسألَكَهُ، وكَتَبْتَ وَحَبَّبْتَ وزَيَّنْتَ وكَرَّهْتَ وأطلَقْتَ الألسُنَ بِمَا بِهِ تَرجَمتْ، فَنِعَمَ الرَّبُّ أنتَ فلكَ الحَمْدُ عَلىَ مَا أنْعَمتَ فَاغْفِر لنا ولا تُعَاقِبنا بِالسَّلبِ بَعْدَ العَطاءِ وَلاَ بِكُفرانِ النِّعَمِ وحِرمَانِ الرَضَا.
اللهُمَّ رَضِّنا بقَضَائِكَ وصَبِّرنا عَلى طَاعَتِكَ وعَن مَعصِيتكَ وعَن الشَهَواتِ المُوجِبَاتِ لِلنَقصِ أو البُعدِ عَنكَ، وهَب لنا حَقِيقَةَ الإيمَان بِكَ حَتى لا نخَافَ غَيرَكَ ولا نرجُوَ غَيرَكَ ولا نُحِبَ غَيرَكَ ولا نعْبُدَ شَيئاً سِوَاكَ وأوْزِعنا شُكْرَ نَعْمَائِكَ وَغَطِّنا بِرِدَاءِ عَافِيَتِكَ وانْصُرنا بِاليَقِينِ والتَوكُّلِ عَليكَ وأسْفِر وجوهنا بِنُورِ صِفَاتِكَ وَأضْحِكنا وبَشِّرنا يَومَ الْقيّامَةِ بَينَ أوْليَائِكَ واجْعل يَدكَ مَبسُوطَةً عَلينا وعَلى أهْلِنا وأولادِنا وَمَن مَعنا برَحْمَتِكَ ولاَ تَكِلْنا إلى أنفُسِنا طَرفَةَ عَينٍ ولا أقلَّ مِن ذلكَ يا نِعمَ المُجِيبُ يا مَن هُوَ هُوَ هُوَ فِي عُلُوِّهِ قَرِيبٌ، يا ذا الجَلاَلِ وَالإكرامِ يَا مُحِيطاً بِالليالي والأيام أشْكُو إليكَ مِن غَمِّ الحِجَاب وسُوءِ الحِساب وشِدَّةِ العذاب. وَإنَّ ذَلكَ لَوَاقِعٌ مَا لهُ مِن دَافِعٍ إنْ لَم تَرحَمْنِي.
لا إلَهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. (ثلاثا(
وَلَقَد شَكَا إليكَ يَعْقُوبُ فَخَلَّصتَهُ مِن حُزنِهِ وَرَدَدْتَ عَلَيهِ مَا ذَهَبَ مِن بَصَرِهِ وَجَمَعتَ بَينَهُ وبَين وَلَدِهِ، ولَقَد نَادَاكَ نُوحٌ مِن قَبلُ فَنَجَّيتَهُ مِن كَربِهِ، ولَقد نَادَاكَ أيوبُ مِن بَعدُ فَكَشَفتَ ما بِهِ مِن ضُرِّهِ، ولَقَد نَادَاكَ يُونُسُ فَنَجَّيتَهُ مِن غَمِّه، ولَقَد نَادَاكَ زَكَرِيَّا فَوَهَبتَ لَهُ وَلداً مِن صُلبِهِ بَعدَ إياسِ أهلِهِ وكِبَرِ سِنِّه، ولَقَد عَلِمْتَ مَا نَزَلَ بإبراهِيمَ خليلِكَ فَأنْقَذتَهُ مِن نَارِ عَدُوِّه، وأنْجَيتَ لُوطاً وأهْلَهُ مِن العَذابِ النَازِلِ بِقَومِهِ.
فَهَا أنَا ذَا عَبدُكَ إنْ تُعَذِّبْني بِجَمِيعِ مَا عَلِمتَ مِن عَذَابِكَ فَأنا حَقِيقٌ بِهِ وإنْ تَرْحَمْنِي كَمَا رَحِمْتَهُم مَعَ عَظِيمِ إجرَامي فَأنتَ أَوْلَى بِذلكَ وَأَحَقُّ مَنْ أكْرَمَ بِهِ فَلَيسَ كَرَمُكَ مَخْصُوصَاً بِمَنْ أطَاعَكَ وَأقْبَلَ عَليكَ بَل هُوَ مَبذُولٌ بِالسَبْقِ لِمَن شِئتَ مِن خَلقِكَ وإنْ عَصَاكَ وأعرَضَ عَنكَ وليسَ مِن الكَرَمِ أن لا تُحْسِنَ إلَّا لِمَن أَحْسَنَ إليكَ وأنتَ المِفْضالُ الغَنيُّ بل مِن الكَرمِ أنْ تُحْسِنَ إلى مَن أساءَ إليكَ وَأنتَ الرَّحِيمُ العَلِيُّ، كَيْفَ وقَدْ أمرتَنا أنْ نُحْسِنَ إلى مَن أساءَ إلينا فَأنتَ أَوْلَى بذلكَ مِنَّا.
"رَبَّنا ظَلَمْنا أنفُسَنا وإن لَّمْ تَغْفِرْ لَنا وتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ". (ثلاثا)
يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا رحمن يا رحمن يا رحمن، يا قَيُّومُ يا قَيُّومُ يا قَيُّومُ، يَا مَن هُوَ هُوَ هُوَ يا هُو إنْ لَمْ نكُن لِرَحْمَتِكَ أهْلاً أنْ ننَالَهَا فَرَحْمَتُكَ أهْلٌ أنْ تَنَالنا، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يا مَولاَهُ يا مَولاَهُ يا مَولاَهُ، يَا مُغِيثَ مَنْ عَصَاهُ، يَا مُغِيثَ مَنْ عَصَاهُ، يَا مُغِيثَ مَنْ عَصَاهُ، أغِثنا أغِثنا أغِثنا، يا رَبُّ يا كَرِيمُ ،وارحَمْنا يا بَرُّ يا رَحِيمُ، يا مَن وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ ولاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ.
أَسْأَلُكَ الإيمَانَ بِحفظِكَ إيماناً يَسْكُنُ بِهِ قَلبِي مِن هَمِّ الرزقِ وخَوْفِ الخَلقِ واقْرُبْ مِنِّي بِقُدرَتِكَ قُرْباً تَمحَقُ بِهِ عَنِّي كُلَّ حِجَابٍ مَحَقْتَهُ عَن إِبرَاهِيمَ خَلِيلِكَ فَلَم يَحتَج لِجِبرِيلَ رَسُولِكَ ولا لِسؤالِهِ مِنكَ وحَجَبتَهُ بِذَلكَ عَن نَارِ عَدُوِّهُ، فكَيفَ لاَ يُحْجَبُ عَن مَضَرَّةِ الأعداء مَنْ غَيَّبْتَهُ عَن مَنفَعةِ الأحِبَّاء، كَلَّا إني أسْألُكَ أنْ تُغَيِّبَنِي بِقُربِكَ مِنِّي حتى لا أرَى ولا أُحِسَّ بِقُربِ شيءٍ ولا بِبُعدِهِ عَنِّي، إنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قَدير " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ لا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ . وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لايُفْلِحُ الكَافِرُونَ . وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ".
"هُوَ الحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ".
"إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ".
اللهم صلِّ على سيِّدِنا محمدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ وعلى آلِ سَيِّدِنا محمد، وارحَم سيِّدَنا محمداً وآلَ سيِّدِنا محمد، وبارِك على سيِّدِنا محمدٍ وعلى آلِ سيِّدِنا محمد، كما صلَّيْتَ ورَحِمْتَ وبارَكْتَ على سيِّدِنا إبراهيمَ وعلى آلِ سيِّدِنا إبراهيمَ في العالَمِين إنَّكَ حَمِيدٌ مَجيد. اللهم وارضَ عن ساداتِنا أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي والحَسَنِ والحُسَيْن وأُمِّهِما فاطمةَ الزهراء وعن الصحابةِ أجمعين وعن أزواجِ نبيِّكَ أُمَّهاتِ المؤمنين وعن التابعين وتابعي التابعين ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين. ولا حول ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيم. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
.
Tags:
أحزاب الإمام الشاذلي