الكبيرة الرابعة و الأربعون : اللعان
قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ] و قال صلى الله عليه و سلم : [ لعن المؤمن كقتله ] أخرجه البخاري و في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة ] و قال عليه الصلاة و السلام : [ لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ] و في الحديث : [ ليس المؤمن بطعان و لا بلعان و لا بالفاحش و لا بالبذيء ] و البذيء : هو الذي يتكلم بالفحش و رديء الكلام و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا و شمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن إن كان أهلا لذلك و إلا رجعت إلى قائلها ] و قد عاقب النبي صلى الله عليه و سلم من لعنت ناقتها بأن سلبها إياها قال عمران بن حصين : [ بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة فضجت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ] قال عمران فكأني أنظر إليها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد أخرجه مسلم و [ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم ] و عن عمرو بن قيس قال إذا ركب الرجل دابته قالت : اللهم اجعله بي رفيقا رحيما فإذا لعنها قالت : على أعصانا الله و رسوله لعنة الله عز و جل ) فصل ( في جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعنيين المعروفين قال الله تعالى : { ألا لعنة الله على الظالمين } و قال : { ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } و ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لعن الله آكل الربا و موكله و شاهده و كاتبه ] و إنه قال : [ لعن الله المحلل و المحلل له ] و أنه قال : [ لعن الله الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة و النامصة و المتنمصة ] فالواصلة : هي التي تصل شعرها و المستوصلة : هي التي يوصل لها و النامصة : هي التي تنتف الشعر من الحاجبين و المتنمصة : التي يفعل بها ذلك و أنه صلى الله عليه و سلم لعن الصالقة و الحالقة و الشاقة فالصالقة : هي التي ترفع صوتها عند المصيبة و الحالقة : هي التي تحلق شعرها عند المصيبة و الشاقة : هي التي تشق ثيابها عند المصيبة و أنه صلى الله عليه و سلم لعن المصورين و أنه لعن من غير منار الأرض أي حدودها و أنه قال : [ لعن الله من لعن والديه و لعن من سب أمه ] و في السنن أنه قال : [ لعن الله من أضل أعمى عن الطريق و لعن الله من أتى بهيمة و لعن الله من عمل عمل قوم لوط ] و أنه لعن من أتى كانها أو أتى امرأة في دبرها و لعن النائحة و من حولها و لعن من أم قوما و هم له كارهون و لعن الله امرأة باتت و زوجها عليها ساخط و لعن رجلا سمع : حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب و لعن من ذبح لغير الله و لعن السارق و لعن من سب الصحابة و لعن المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء و لعن المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال و لعن المرأة تلبس لبسة الرجل و الرجل يلبس لبسة المرأة و لعن من سل سخيمته على الطريق يعني تغوط على طريق الناس و لعن السلتاء و المرأة السلتاء : التي لا تخضب يديها و المرأة التي لا تكتحل ولعن من خبب امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده ـ يعني أفسدها أو أفسده ـ و لعن من أتى حائضا أو امرأة في دبرها و لعن من أشار إلى أخيه بحديدة و لعن مانع الصدقة يعني الزكاة و لعن من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه و لعن من كوى دابة في وجهها و لعن الشافع و المشفع في حدود الله إذا بلغ الحاكم و لعن المرأة إذا خرجت من دارها بغير إذن زوجها و لعنها إذا باتت هاجرة فراش زوجها حتى ترجع و لعن تارك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر إذا أمكنه و لعن الفاعل و المفعول به ـ يعني اللواط ـ و لعن الخمرة و شاربها و ساقيها و مستقيها و بائعها و مبتاعها و عاصرها و معتصرها و حاملها و المحمولة إليه و آكل ثمنها و الدال عليها و قال صلى الله عليه و سلم : [ ستة لعنتهم لعنهم الله و كل نبي مجاب الدعوة : المكذب بقدر الله و الزائد في كتاب الله و المتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله و يذل من أعزه الله و المستحل لحرم الله و المستحل من عترتي ما حرم الله و التارك لسنتي و لعن الزاني بامرأة جاره و لعن ناكح يده و لعن ناكح الأم و ابنتها و لعن الراشي و المرتشي في الحكم و الرائش يعني الساعي بينهما و لعن من كتم العلم و لعن المحتكر و لعن من أخفر مسلما يعني خذله و لم ينصره و لعن الوالي إذا لم يكن فيه رحمة و لعن المتبتلين من الرجال الذين يقولون لا نتزوج و المتبتلات من النساء و لعن راكب الفلاة وحده و لعن من أتى بهيمة نعوذ بالله من لعنته و لعنة رسوله ] ) فصل ( إعلم أن لعنة المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين و يجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة كقولك : لعن الله الظالمين لعن الله الكافرين لعن الله اليهود و النصارى لعن الله الفاسقين لعن الله المصورين و نحو ذلك كما تقدم و أما لعن إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو سارق أو آكل ربا فظواهر الأحاديث إنه ليس بحرام و أشار الغزالي رحمه الله إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر كأبي لهب و أبي جهل و فرعون و هامان و أشباههم قال : لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله و ما ندري ما يختم به لهذا الفاسق و الكافر قال : و أما الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعيانهم كما قال : [ اللهم العن رعلا و ذكوان و عصية عصوا الله و رسوله ] و هذه ثلاث قبائل من العرب فيجوز أنه صلى الله عليه و سلم علم موتهم على الكفر قال و يقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر حتى الدعاء على الظالم كقول الإنسان لا أصح الله جسمه و لا سلمه الله و ما جرى مجراه و كل ذلك مذموم و كذلك لعن جميع الحيوانات و الجمادات فهذا كله مذموم قال بعض العلماء : من لعن من لا يستحق اللعن فليبادر بقوله إلا أن يكون لا يستحق ) فصل ( و يجوز للآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر و كل مؤدب أن يقول لمن يخاطبه في ذلك : ويلك أو يا ضعيف الحال أو يا قليل النظر لنفسه أو يا ظالم نفسه أو ما أشبه ذلك بحيث لا يتجاوز إلى الكذب و لا يكون فيه لفظ قذف صريح أو كناية أو تعريض و لو كان صادقا في ذلك و إنما يجوز ما قدمناه و يكون الغرض من ذلك التأديب و الزجر و يكون الكلام أوقع في النفس و الله أعلم اللهم نزه قلوبنا عن التعليق بمن دونك و اجعلنا من قوم تحبهم و يحبونك و اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين ) موعظة ( يا قليل الزاد و الطريق بعيد يا مقبلا على ما يضر تاركا لما يفيد أتراك يخفى عليك الأمر الرشيد إلى متى تضيع الزمان و هو يحصي برقيب و عتيد : ) مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا ... و أعقبه يوم عليك شهيد ( ) فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة ... فبادر بإحسان و أنت حميد ( ) و لا تبق فضل الصالحات إلى غد ... فرب غد يأتي و أنت فقيد ( ) إذا ما المنايا أخطأتك و صادفت ... حميمك فاعلم أنها ستعود (
Tags:
الكبائر