حزب الأدعية

حزب الأدعية

بسم الله الرحمن الرحيم بحَمْدِك وثنائك ومجدِك أصبحتُ غريباً في أرضِك أعبُدُكَ وأستعينُ بك، فاهدِني سُبُلَ السلام بالنور والبيان وأخرِجني من الظلمات إلى النور واهدِني إلى صراطٍ مستقيم يا موجوداً قبلَ كلِّ موجود يا أولُ يا آخِرُ يا ظاهرُ يا باطن ضاقَت عليَّ الأرضُ بما رَحُبَتْ وضاقت عليَّ نفْسي، لا ملجأ منك إلا إليك، فَتُب عليَّ لِأتوبَ إنَّك أنتَ التَّوابُ الرحيم. ومن أدعيتِه عند المساء - قدَّس الله سرَّه - : أعوذُ بعظمَتِك وقُدرَتِك وإرادَتِك وإحاطَتِك بكلِّ شيءٍ عِلماً مِن الذنوبِ والعيوبِ والنقائصِ والوساوس والهواجِس والخواطِرِ والهَمِّ والفِكر والقَدَرِ والإراداتِ والحركات، وأدخِلني في حِرزِك وفي مأمَنِك وفي وِكالَتِك وفي معاقِلِكَ وفي حَمْدِك وثنائك ومجدِك، واكشِف لي عن حقيقةِ العبوديَّةِ لك، وأيِّدْني بروح المَعونةِ فيها مِنْك، واهدِني بهداية النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين غَيْرِ المغضوب عليهم ولا الضالِّين. وقال- رضي الله عنه- : أعوذ بعِزَّة الله وقُدرَتِه وبكلمات الله التامَّاتِ العامَّات من شرِّ ما كان وما هو كائنٌ في هذا اليوم وفيما بعدَه إلى يوم القيامة، وفي الدنيا وفي الآخرة وفي الأزَلِ وفي الأبَدِ وأبَدِ الأبَدِ الذي لا غايةَ له ومن شرِّ ما لا يكون أنْ لو كان كيف كان يكون، وأعوذ بجلالك وجمالك وعظمتك وكِبريائك ونورِك وبهائك وسلطانك وقدرَتِك وإرادَتِك ونفوذِ مشيئتِك وجميعِ أسمائك وصفاتك ونُعوتِك وأخلاقِك وأنوارِك وبذاتِك القائمة بجلالك من شرِّ ما أجِدُهُ وأُحاذِرُه ومن شرِّ كل معلومٍ هو لك، أنتَ ربِّي وعِلمُكَ حَسْبي فأعطِني من سَعَةِ رحمتك على سَعَة عِلمك، فهي التي لم تَدَع للخير مَطلَباً، ولا من الشرِّ مَهرَباً. آمَنْتُ بالله وملائكته وكُتُبِه ورُسُلِه واليوم الآخِر وبالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّه والكلمات المتفرِّقَةِ عن كلمَته القائمة بذاته. غُفرانك ربَّنا وإليكَ المصير وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم . ومن دعائه - رضي الله عنه -: اللهم إنَّك لم تُشهِدنا على خَلْقِنا ولا خَلْق أنْفُسِنا ولم تتَّخِذ أحداً من المُضِلِّين عَضُداً ولم يكن لك شريكٌ في المُلك ولم يكُن لك وليٌّ من الذُّلّ كَبَّرْتَ نفسَك قبل أن يُكَبِّرَك المُكَبِّرون وعظَّمْتَ وجودَك قبل أن يُعَظِّمَك المُعَظِّمون نسألك بالتعظيم الذي لا له سببٌ ولا نسبٌ أن تُعِزَّنا عِزاً لا ذُلَّ بَعدَه وغِنىً لا فَقر معَه وأُنْساً لا كَدَرَ فيه وأمْناً لا خوفَ بعدَه وأسْعِدنا بإجابةِ التوحيد في طاعتك حَسْبَما كُنَّا يوم الميثاقِ الأول في قبضتِك إنَّك على كل شيء قدير. ومن دعائه- رضي الله عنه-: اللهم آتِني عقلاً لا يحجُبُني عَنْك وعن فَهْمِ آياتِك وعن فهم كلامِ رسولِك وهَبْ لي من العقل الذي خصَّصْتَ به أولياءك ورسلَك وأنبياءك والصِّدِّيقين من عبادِك واهدِني بنورِك هدايةَ المُخَصَّصين بمشيئتِك ووَسِّع لي في النُّور توسِعَةً كاملةً تخُصُّني بها برحمتك فإنَّ الهدى هُداك وإنَّ الفَضْل بيدِك تؤتيه مَن تشاءُ وأنتَ الواسع العليم تخُصُّ برحمتك مَن تشاءُ وأنتَ ذو الفضلِ العظيم. وقال- رضي الله عنه-: يا عزيزُ يا حليم يا غنيُّ يا كريم يا واسعُ يا عليم يا ذا الفضلِ العظيم اجعلني عندَك دائماً وبِكَ قائماً ومِن غيرِك سالِماً وفي حُبِّك هائماً وبعظمتك عالِماً وأسقِط البَيْنَ بيني وبينَك حتى لا يكونَ شيءٌ أقربَ إليَّ مِنك ولا تحجُبْني بك عنك إنَّك على كل شيء قدير. وقال- رضي الله عنه-: اللهم هَبْ لي مِن النورِ الذي رأى به رسولُك- صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تسليماً- ما كان وما يكون ليكونَ العبدُ بوَصْفِ سَيِّدِه لا بوَصْفِ نَفْسِه غنيَّاً بِكَ عن تحديدِ النَّظَرِ لشيءٍ مِن المعلومات ولا يَلْحَقَهُ عَجْزٌ عمَّا أرادَ مِن المَقْدورات ومُحيطاً بأنواعِ السِّرِّ بجميعِ أنواعِ الدَّعَوات ومُرَبِّياً للبدنِ مع النَّفْسِ والقلبِ مع العقلِ والرُّوحِ مع السِّرِّ والأَمْرِ مع البَصيرة والصفاتِ مع الذات والعقل الأوَّلِ المُمْتَدِّ عن الرُّوحِ الأكبرِ المُنفصِل عن السِّرِّ الأعلى إنّك على كل شيء قدير. ومن أدعيته- قدس الله سرّه-: اللهم يا جامِعَ الناسِ ليومٍ لا رَيْبَ فيه اجمَعْ بيني وبين طاعتك على بِساطِ مشاهدتك وفرِّق بيني وبين هَمِّ الدنيا وهَمِّ الآخرة وتُبْ عَنِّي في أمرِها واجعل هَمِّي أنت واملأ قلبي بمحبَّتِك ونوِّرْهُ بأنوارك وخشِّع قلبي بسلطان عظمتك ولا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي إنَّك على كل شيء قدير. ومن أدعيته- قُدِّس سرُّه-: اللهم يا مَن خَلَقَ الخَلْقَ مِن غيرِ حاجةٍ إليهم وكُلُّهُم إليه لَهُ الحاجة لا تَبْتَلِنا بالحاجة يا جليلُ يا جميل كُن لي باللُّطف الذي كُنتَ به لأوليائك وانْصُرْنِي بالرُّعبِ الشديدِ على أعدائك. اللهم بحقِّ اسمك المجيد اطْوِ لنا البعيد وسهِّل علينا كلَّ صعبٍ شديد يا الله يا الله يا الله يا ربَّاه يا ربَّاه يا مُغيثَ مَن عَصَاه أغِثْنا يا كريم وارحمنا يا برُّ يا رحيم. وقال- رضي الله عنه-: يا موجوداً قَبل كلِّ موجود يا أوَّلُ يا آخِرُ يا ظاهرُ يا باطن ضاقَتْ عليَّ نَفْسِي وضاقَتْ عليَّ الأرضُ بما رحُبَتْ ولا مَلْجَأَ ولا مَنْجَى إلّا إليك فاغفر لي وارحمني وتُبْ عليَّ لِأَتوب لا توَّابَ غيرُك إنَّك أنتَ التوَّابُ الرحيم. وقال- رضي الله عنه-: يا حيُّ يا قيُّوم لا إله إلا أنت كُن لي بحياتِك كما كنتَ لأحبابِك وامحَق عنِّي بصفاتِك كما فعلتَ بأصفيائك واجعلني قيُّوماً بتلك العِصْمَةِ مِن غَيْرِك كما فعلتَ بسيِّدنا محمدٍ نبيِّك- صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- إنّك على كل شيء قدير. إلهي إذا طلبتُ منك الغَوْثَ فقد طلبتُ غيرَك وإنْ سألتُك ما ضَمِنْتَ لي فقد اتَّهَمْتُك وإنْ سَكَنَ قلبي إلى غيرِك فقد أشركتُ بك جَلَّت أوصافُك عن الحدوثِ فكيف أكونُ معك وتنزَّهَتْ عن العِلَلِ فكيف أكون قريباً منك وتعالَيْتَ عن الأغيارِ فكيف يكون قِوامي غيرك. ومن أدعيته- قدّس الله سرّه-: اللهم إنِّي أسألك توحيداً لا يشوبُه ضِد ويقيناً لا يُخالِطُه شَك يا مَن فَضَل إنْعامُه إنْعامَ المُنْعِمِين وعَجَزَ عن شُكْرِه شُكْرُ الشاكرين قد جرَّبْتُ غيرَك من المُؤَمَّلين لي ولغيري من السائلين فإذا كلُّ قاصدٍ إلى غيرِك مردود وعن سِواك معدومٌ ومفقود يا مَن به إليه توسَّلت وعليه في السرَّاء والضرَّاء توكَّلتُ حاجاتي مصروفةٌ إليك وآمالي موقوفةٌ عليك فكُلَّما وفَّقْتَني إليه مِن خيرٍ أحمِلُه وأُطيقُه فأنتَ الهادي إليه ومُعينُني عليه ومُسَبِّبُ أسبابي لديه يا كريماً لا تؤودُه المَطالِب ويا سيِّداً يلجأُ إليه كل قاصدٍ وراغِب ما زلتُ مَلحوظاً مِنك بالنِّعَم جارياً على عادةِ الإحسان والكرم يا مَن جعل الصبرَ عَوناً على بلائه وجعل الشكرَ سبباً للمزيدِ مِن آلائه أسألك حُسن الصبرِ على المِحَن وتوفيقاً للشكرِ على المِنَن جَلَّت نِعمتُك عن شكري إيَّاها وعَظُمَتْ عن أنْ يُحاطَ بأدناها فتَفَضَّل على إقراري بعَجْزي بعَفوٍ أنتَ به أوسع وأمرُك به أسرع وكرمُك به أجدر وأنتَ عليه أقدر فإنْ لم يكُن لذنبي منك عذرٌ تقبَلُه فاجعله ذنباً تغفِرُه وعَيْباً تستُرُه يا أرحمَ الرَّاحمين وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً. ومن أذكار الإمام أبي الحسن الشاذلي- قدَّس الله سرَّه- عند الصلاة إذا قام إليها: لا إله إلا اللهُ السميعُ القريبُ المجيبُ يجيبُ دعوةَ الداعي ويجيب المضطر ويكشفُ السوء ويجعل مَن يشاء خليفة إنَّ ربي لَسميعُ الدعاء." رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ . رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ". أسألك بصلاتِك على سيِّدنا محمدٍ عبدِك ورسولِك أنْ تُصَلِّيَ عليه وعلى ملائكتِك وعليَّ صلاةً تُخرِجُني بها من الظلمات إلى النور واجعلني من المؤمنين فإنَّك بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم. اللهم اجعل هذه الصلاة صِلةً بيني وبينَك ولا تجعلها معاملةً لي عندك واجعلها صلاةً تنهَى عن الفحشاءِ والمُنكَر واذكُرْنِي فيها مِنك بالذِّكرِ الأكبر وأَرِنِيه في نَفْسِي وعَمَلي وأَصْحِبْنِيه صُحبةَ الكرامةِ إلى غايَةِ أَجَلِي إنّك على كل شيء قدير. وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً. ومن دعائه- رضي الله عنه-: يا اللهُ يا فتاحُ يا عليمُ يا غنيُّ يا كريمُ افتح قلبي بنورِك وارحَمْني بطاعتِك واحجُبني عن معصيتِك وامنُن عليَّ بمغفرتِك وأغنني بقُدرتك عن قُدرتي وبعِلْمك عن علمي وبإرادتك عن إرادتي وبحياتك عن حياتي وبصفاتك عن صفاتي وبجودك عن جودي وبدنُوِّك عن دنوِّي وبقُربِك عن قُربي وبحُبِّك عن حُبِّي وبصِدقِك عن صدقي وبحفظك عن حفظي وبنظرك عن نظري وبتدبيرك عن تدبيري وباختيارك عن اختياري وبحَوْلِك وقوَّتِك عن حَوْلي وقوَّتي وبجودك وكرمك وحِلمك عن عِلمي وعَمَلي إنّك على كل شيء قدير. ومن دعائه- رضي الله عنه-: يا اللهُ يا عليمُ يا مُريدُ يا قديرُ ربطتَ كلَّ العالَم بعِلمك وميَّزتَه بإرادتك وصرَّفْتَه بقُدرتك فالشقيُّ حقاً مَن رأى الإحسان مِن غيرِك مع الدعاوي العريضة فإنَّ الكلَّ في قبضتك فأحْيني بصفاتك حتى أكونَ بغيرِ تكوين كما كنتُ في عِلمك وميِّزني بإرادتك عن وصْفِ الحُدوثِ إذ لا حادِثَ يحدُثُ لك وهَبْ لي مِن نورِ قُدرتك ما يَطْمَئنُّ به قلبي كإبراهيمَ خليلِك أنتَ إلهي بك أكونُ لكَ فأسألُك بذلك سعادةً لا أشقى معها بمُطالَعَةِ غيرِك إنَّك على كل شيء قدير. ومن دعائه- رضي الله عنه-: يا سميعُ يا عليمُ يا قريبُ يا مجيبُ يا محيطُ يا دائمُ أنتَ الذي أسْمَعْتَني لذيذَ خِطابِك وتقَّربتَ إليَّ بكَشْفِ حِجابِك وأحيَيْتَني مِن حيث أنتَ بما أردتَ بإجابتِك فوجدتُك مُحيطاً دائماً فما بقي المُحاطُ به مع دوامِك. إنْ نظرتُ إلى نَفْسي خاب نظري عن ملاحظتِك وإنْ نظرتُ إليك لم يكن لي قرارٌ مع قرارِك فعقلي ينزِّهُك وقلبي يصدِّقُك ونَفْسي تُحَدِّثُك ورُوحي تُحِبُّك وسِرِّي يَشْهَدُك. إلهي أنتَ أقربُ إليَّ من تنزيه عقلي ومِن تصديق قلبي ومِن حديثِ نَفْسي ومِن محبَّةِ رُوحي ومن شَهادةِ سِرِّي فأعوذُ بك من حِجابي بصفاتي. إلهي قُربُك أشتاقُ إليه مِن حيث أنت فلا تحجُبْني عنه من حيث أنا. لا إله إلّا أنت تُقَوِّي مَن شئتَ لِما شئتَ بما شئتَ إنَّك على كل شيء قدير. ولا حَوْلَ ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم. ومن أدعيته- رضي الله عنه-: يا باعثُ يا وارثُ يا جامعُ يا مُقْسِطُ أنتَ الذي تجمعُ الخيرَ لمَن شئتَ كيف شئتَ وأنتَ الجامعُ المقسط فكلُّ محبوبٍ يكونُ لي ولا يكونُ لك فاصرِفْهُ عنِّي حتى لا يثبُتَ لي إلا ما يكونُ لك وأعِذْني بلطائفَ من عندك كما أعذْتَ سيِّدَنا محمداً نبيَّك ورسولَك- صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً- إنّك على كل شيء قدير. ومن أدعيته- رضي الله عنه-: اللهم إنَّ الدنيا حقيرةٌ حقيرٌ ما فيها وإنَّ الآخرةَ كريمةٌ كريمٌ ما فيها وأنتَ الذي حقَّرتَ الحقيرَ وكرَّمْتَ الكريم فأنَّى يكونُ كريماً مَن طلبَ غيرَك أمْ كيف يكون زاهداً مَن اختارَ الدنيا معك فحقِّقني بحقائقِ الزُّهدِ حتى أستغنِيَ بك عن طلبِ غيرِك وبمعرفتِك حتى لا أحتاجَ إلى طلبِك. إلهي كيف يصل إليك مَن طَلَبَك أم كيف يفوتُك مَن هَرَبَ منك فاطلُبْنِي برحمتِك ولا تطلُبني بنقمتك يا رحيمُ يا منتقمُ إنك على كل شيء قدير. (ق ح ) سِرَّان من سِرِّك وكلاهُما دالَّان عليك فبالسرِّ الجامعِ الدالِّ عليك لا تكِلْني إلى غيرك إنك على كل شيء قدير. ومن أدعيته- رضي الله عنه-: يا غنيُّ يا قويُّ يا قديرُ يا عزيزُ مَن للفقيرِ غيرُ الغنيّ مَن للضعيف غيرُ القويّ مَن للعاجز غير القادر مَن للذليل غير العزيز فأجلِسْنِي على بِساطِ الصدق واكسُنِي لِباسَ التقوى الذي هو خير وهو مِن آياتِك واحجُبْنِي بعظمتِك عن كلِّ شيءٍ هو لك واملأ قلبي بمحبَّتِك حتى لا يكونَ فيه مُتَّسَعٌ لغيرِك إنك على كل شيء قدير. ومن كلامه- رضي الله عنه- تَحميداً للباري: اللهم لك الحمدُ ولك المجدُ حمداً لا نهايةَ له ولا حَد ولا يُدْرَكُ له قَبْلٌ ولا بَعد لا أستطيع حَمْدَك كما أنتَ أهلُه ولا يَصِلُ لِسانُ أحَدٍ حقيقةَ حمدِك ولا عقلُه فأحمَدُكَ كما أُطيقُه وألحَقُه إذ كنتُ عاجزاً عن ما أنت وليُّه ومُستحقُّه والحمد لله ربِّ العالمين حمداً يستغرقُ الألفاظَ الشارحةَ معناه ويسبِقُ الألفاظَ الطامحةَ أدناه ولا يَرُدُّ وَجْهَهُ نُقوص ولا يَحُدُّ كُنْهَهُ تخصيص ولا يُحَرِّرُه بقبضٍ ولا بسطٍ مثالُ نُطقٍ ولا تخمين ولا يحصُرُه بعقلٍ ولا بخطٍّ شِمالٌ ولا يمين ولا يجمَعُهُ عددٌ يُحْصِيه ولا يَسَعُه أبَدٌ يَحْويه ولا يَدَعُهُ أبَدٌ يستَوفيه إذا سَبَقَتْ هواديه لَحِقَت تَوَالِيه وأشكرُك على نعمك التي لا أحصيها شكراً يقتضي زيادتَها ويستدعي إفادتَها مع أنِّي عاجزٌ عن شكرِك والقيامِ بواجبِ ذِكرِك لإني إنْ اعتقدتُ الشكرَ فبالعقل الذي أعطيتَ وإنْ تكلمتُ فباللطف الذي آتيتَ وإن تعبدتُ لك فبالقوةِ التي أَوْلَيتَ فأين الشكر الذي أصِفُه لنَفْسي فإنَّ جميعَ ذلك هو لك منك، ولو ملكتُ اعتقادي بقلبي مِن دون هدايتِك وإظهارَه بلساني دونَ معونتِك ما كان فُقْدانُ ذلك حتى ينهَضَ بحَمْلِ أيسرِ ما أسبغتَ من نِعَمك وصرفتَ من نِقَمِك ولو تعبدتُ لك مُدَّةَ حياتي حتى لا أتنعَّمَ إلا في عبادتِك أين كان يبلُغُ ذلك ممَّا تستحقُّه بجلالِ عظمتِك ولو قطعتَ مادةَ الرزقِ يوماً لم أستَطِع القيامَ بشيءٍ مِن أمرِك ولو لم تحفظني من جميعِ الآفاتِ لشَغَلَنِي أضعفُ دبيبٍ مِن خلقِكَ عن قضاءِ فرضِك بل النعمة مِن فواضِلِ جودِك والعبدُ من ضُعَفاء عبيدِك وما تيسَّرَ مِن الشكرِ فبتوفيقِك وتسديدِك. وأسألُك أن تصلِيَ على سيِّدِنا محمدٍ الذي جعلتَه نورَ الرَّشاد ودليلَ العباد إلى يوم المَعاد صلاةً تتضاعفُ إلى الأبد وتشتملُ بالمزيدِ والمَدَد وتَبلُغُه بالرحمةِ والبركات وتَوَدُّه عنِّي بالتحيةِ والسلامِ إلى حَشْرِ الأنام وعلى آلِه وأصحابِه وأزواجِه وأهلِ بيتِه الكرام وسلِّم تسليماً كثيراً بدوام مُلْكِ الله. ومن كلامه- رضي الله عنه-: يا اللهُ يا نورُ يا حقُّ يا مبينُ افتح قلبي بنورِك وعلِّمني مِن عِلمك واحفظني بحفظِك وأسمِعني منك وفهِّمني عنك وبصِّرني بك وسبِّب لي سبَباً مِن فضلِك تُغنيني به مِن الفقر وتُعِزُّني به من الذُّل وتُصلِحُ لي به الدنيا والآخرة وتوصِلُني به إلى النَّظَرِ إلى وجهِك الكريم في جنَّة الفردوس إنّك على كل شيء قدير يا نِعمَ المَوْلَى ويا نِعْمَ النَّصير. ومن أذكاره- رضي الله عنه-: يا اللهُ يا حميدُ يا مجيدُ يا اللهُ يا كريمُ يا برُّ يا رحيمُ يا اللهُ يا قويُّ يا مَتين هَبْ لي مِن رحمتِك ما أحمدُك به فأكونَ من المؤمنين وارزقني من لطائفِ العِزِّ ما أكونُ به قويّاً متيناً حاملاً محمولاً في العالَمِين وهَبْ لي مِن كرمِك ما أكونُ به بَرّاً تقيّاً مِن الصالحين يا رحيمُ يا لطيفُ الطُف بي لطفاً لا يُدْرِكهُ وَهْمُ الواهمين. إلهي وجدتُك رحيماً كيف لا أرجوك وكيف لا أجِدُك ناصراً وأنا أرجوك مَن لي إذا قطعتَني ومَن ليس لي إذا رحمتَني فصِلْني مِن حيث تَعلَمُ ولا أعلم إنّك على كل شيء قدير. ومن كلامه- قدس الله سره-: أعوذُ بك من عذابِك يومَ تَبعَثُ عبادَك وأعوذُ بك مِن عاجلِ العذابِ ومن سوءِ الحساب فإنّك لسريعُ العقابِ وإنك لغفورٌ رحيم. ربِّ إنِّي ظلمتُ نَفْسي ظُلْماً كثيراً فاغفر لي وتُبْ عليَّ لا إله إلا أنتَ سُبحانَك إنِّي كنتُ مِن الظالمين. ومن كلامه- قدّس الله سرّه-: سبحانَ اللهِ وبحمدِه سبحانَ اللهِ العظيم لا إله إلا الله اللهم ثبِّتْ عِلمَها في قلبي واغفِر لي ذنبي واغفر للمؤمنين والمؤمنات وقُل الحمدُ للهِ وسلامٌ على عبادِه الذين اصطَفَى. ومن كلامه- رضي الله عنه-: يا مَن له الأمرُ كلُّه أسألُك الخيرَ كلَّه وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه فإنّك أنتَ اللهُ الذي لا إله إلا أنتَ الغنيُّ الغفورُ الرحيم أسألك بالهادي سيِّدنا محمدٍ- صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- إلى صراطٍ مستقيم "صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ" وأسألك مغفرةً تشرحُ بها صدري وترفع بها ذِكري وتُيَسِّر بها أمري وتنزِّه بها فكري وتقدِّسُ بها سِرِّي وتكشِفُ بها ضُرِّي وترفَعُ بها قَدْري إنك على كل شيء قدير. ومن كلامه في بعض مناجاته- قدَّس الله سرّه-: يا اللهُ يا وليُّ يا نصيرُ يا غنيُّ يا حميدُ أعوذُ بك مِن دنيا لا يكون فيها نصيبٌ لوجهك ومِن عمل آخرةٍ يكون فيها حظٌ لغيرِك وأعوذ بك من حركةٍ تعرَى عن الاقتداءِ بسُنَّة رسولِك وعن بصيرةٍ لا تؤدي إلى حقيقةِ معرفتك واعطف بقلبي في حضرتك وأغنني عن رعايته برعايتك إنك على كل شيء قدير. ومن كلامه- رضي الله عنه-: يا واسعُ يا عليمُ يا ذا الفضلِ العظيم إنْ تمسَسْني بضُرٍّ فلا كاشفَ له إلا أنت وإنْ تُرِدْني بخير فلا رادَّ لفضلِك تُصيبُ به مَن تشاءُ من عبادك وأنتَ الغفور الرحيم. دعوة لا إله إلا أنتَ سبحانك إنِّي كنتُ من الظالمين. وقال- رضي الله عنه- بِتُّ ليلةً في غَمٍّ عظيم فأُلْهِمْتُ أنْ أقول " بسم الله الرحمن الرحيم. إلهي مننتَ عليَّ بالإيمان والمحبة والطاعة والتوحيد وأحاطتْ بي الغفلةُ والشهوة والمعصية وطرحَتْني النَّفسُ في بحرِ الهوى فهي مُظلِمة وعبدُك محزونٌ مهموم مغموم قد التَقَمَه نونُ الهوى وهو يناديكَ نِداءَ المحبوبِ المعصوم نبيِّك وعبدِك يونس ابن متَّى- عليه السلام- وهو يقولُ لا إله إلا أنتَ سبحانك إنِّي كنتُ من الظالمين. فاستجِب لي كما استجبتَ له وأيِّدني بالمحبة في محلِّ التفريدِ والوَحدة وأنبِت عليَّ أشجارَ اللطفِ والحنان فإنّك أنتَ اللهُ المَلِكُ المَنَّان وليس لي إلا أنتَ وحدَك لا شريك لك ولستَ بمُخْلِفٍ وَعْدَك لمَن آمَنَ بك إذ قلتَ وقولُك الحقُّ" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ". .



إرسال تعليق

أحدث أقدم