الاسْتِخَارَةُ هي طَلَبُ الْخِيَرَةِ والاخْتِيَارِ في موضوع ما، ومَا هُوَ الْمُخْتَارُ والأولى عِنْدَ اللَّهِ تعالى، وقد شرعها النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد أن يختار أمراً واحتار فيه، وإجماع الْعُلَمَاءِ في حُكمِها أَنَّها سُنَّةٌ وليست واجبة، ولكن على المسلم أن يحرص عليها، وَالدَلِيلُ على مَشْرُوعِيَّتِهَا أنّ جَابِر بن عبد الله -رضي الله عنه- قَالَ: (كان رسولُ اللهِ يُعَلِّمُنا الاستِخارةَ في الأمورِ كُلِّها كما يُعَلِّمُنا السورةَ مِنَ القُرآنِ)،[١] والحِكْمَةُ في مَشْرُوعِيَّةِ صلاة الاسْتِخَارَةِ، هِيَ تسْلِيمُ الأمور لتدبير اللهِ، وَالالْتِجَاء إلَيهِ، لِيجمع المسلم بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ويكون ذلك بقَرْعِ بَابِ الله -سبحانه وتعالى-، وليس هناك أفضل من الصلاة والدعاء في تحصيل ذلك، فهي تَعْظِيمٌ للَّهِ، وثنَاءٌ عَلَيْه، وافْتِقَارٌ إلَيْهِ، بالقول والفعل، وبعد ذلك يقوم بما ينشرح له صدره، وييسِره الله له، وتَكُونُ الاستخارة فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ لا فِي الْوَاجِبِ ولا الْحَرَامِ ولا الْمَكْرُوهِ، وموطن الدّعاء فيها يكون عقب صلاة ركعتين من غير الفريضة، ويَذكُر حاجته، وهذا قول الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية، لأنَّه موافق لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.[٢]
صلاة الاستخارة
رأي الْحَنَفِيَّةُ، وَالْمَالِكِيَّةُ، وَالشَّافِعِيَّةُ أنه يُسْتَحَبُّ في الركعة الأولى أَنْ يَقْرَأَ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}،[٣]وَفِي الركعة الثَّانِيَةِ بعد الفاتحة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.[٤][٢]
رأي بَعْضُ السَّلَفِ أَنْ يقرأ في الركعة الأولى بَعْدَ الْفَاتِحَةِ: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ* وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}،[٥] وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ بعد الفاتحة: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.[٦][٢]
الدّعاء بعد صلاة الاستخارة
(اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلمِكَ وأستقدِرُكَ بقُدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ إنْ كان كذا وكذا خيرًا لي في دِيني وخيرًا لي في معيشتي وخيرًا لي في عاقبةِ أمري فاقدُرْه لي وبارِكْ لي فيه وإنْ كان غيرُ ذلك خيرًا لي فاقدُرْ لي الخيرَ حيثُ ما كان ورضِّني بقدَرِكَ).
[رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:886 ، أخرجه ابن حبان في صحيحه.]
أدعية الاستخارة بدون صلاة
لا مانع من الدّعاء بدعاء الاستخارة وحده، أو بغيره من الأدعية إذا تعذّر على المسلم أن يصلي صلاة الاستخارة، مثل أن يكون في السّوق، أو في أوقات المانع كالحيض والنفاس.[٧]
(لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له المُلْكُ وله الحمدُ يحيي ويُميتُ وهو على كلٍّ شيءٍ قديرٌ اللهمَّ لا مانعَ لمَّا أعطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِما منَعْتَ ولا رادَّ لِما قضَيْتَ ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ).
[رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:106، إسناده حسن.]
(اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ).
[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1508، صحيح.]
(اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك من صالِحِ ما تؤتي النَّاسَ مِنَ المالِ والأَهلِ والولدِ غيرِ الضَّالِ ولا المضِلِّ).
[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:6116 ، صحيح.]
(اللَّهُمَّ إنِّي أستَهْديكَ لأرشَدِ أمري، وأعوذُ بِكَ مِن شرِّ نَفسي).
[رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، الصفحة أو الرقم:927 ، صحيح.]
(اللهم إني أسألُكَ نَفْسًا مطمئنةً، تُؤْمِنُ بلِقائِكَ، وتَرْضَى بقضائِكَ، وتَقْنَعُ بعَطائِكَ).
[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:6118، صحيح.]
(اللهم إني أسألُك من فضلِك ورحمتِك، فإنَّه لا يملُكها إلا أنت).
[رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1278، صحيح.]
(اللَّهمَّ إنِّي أسلمتُ نفسي إليكَ وفوَّضتُ أمري إليكَ وألجأتُ ظهري إليكَ وخلَّيتُ وجهي إليكَ لا ملجأَ ولا منجى منكَ إلاَّ إليكَ آمنتُ برسولِكَ الَّذي أرسلتَ وبكتابِكَ الَّذي أنزلتَ).
[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1482، صحيح.]
(اللهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّه مَا علمتُ منهُ وما لمْ أعلمْ، وأعوذ بكَ منَ الشرِّ كلِّهِ ما علمتُ منهُ وما لمْ أعلمْ).
[رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:1449، صحيح.]
"اللهم اجعَلْنِي أَخْشَاكَ حتى كأني أراكَ، وأَسْعِدْنِي بتَقْواكَ، ولا تُشْقِنِي بمعصيتِك، وخِرْ لي في قضائِك، وبارِكْ لي في قَدَرِكَ، حتى لا أُحِبُّ تعجيلَ ما أَخَّرْتَ، ولا تأخيرَ ما عَجَّلْتَ، واجعلْ غِنَايَ في نفسي، وأَمْتِعْنِي بسَمْعِي وبصري، واجعَلْهُما الوارِثَ مِنِّي".
"اللَّهمَّ اهدِني من عِندِك، وأفِضْ عليَّ مِن فضلِك، وانشُرْ عليَّ مِن رحمتِك، وأنزلْ عليَّ من بركاتِك".
"تحصّنت بالله الذي لا إله إلا هو، إلهي وإله كلّ شيء، واعتصمت بربي وربّ كلّ شيء، وتوكلت على الحيّ الذي لا يموت، واستدفعت الشرّ بلا حول ولا قوة إلا بالله".
Tags:
أدعية الحاجة