الكبيرة الخامسة و الستون : الإصرار على ترك صلاة الجمعة و الجماعة من غير عذر
قال الله تعالى : { يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون } قال كعب الأحبار : ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون و هم سالمون أصحاء و في الصحيحين [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم النا س ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ] و في رواية لمسلم من حديث أبي هريرة : [ لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم ] و في هذا الحديث الصحيح و الآية التي قبله وعيد شديد لمن يترك صلاة الجماعة من غير عذر فقد روى أبو داود في سننه [ بإسناد إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من إتيانه عذر ـ قيل و ما العذر يا رسول الله قال خوف أو مرض ـ لم تقبل منه الصلاة التي صلى ] يعني في بيته و روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل يصوم النهار و يقوم الليل و لا يصلي في جماعة و لا يجمع فقال : إن مات هذا فهو في النار و روى مسلم [ أن رجلا أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فرخص له فلما ولى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم قال : فأجب ] و في رواية أبي داود [ أن ابن أم مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام و السباع و أنا ضرير البصر فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ؟ قال : نعم قال : فأجب فحي هلا ] و في رواية [ أنه قال : يا رسول الله إني ضرير شاسع الدار و لي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة ] : و قوله ) فحي هلا ( أي تعال و أقبل و روى الحاكم في مستدركه على شرط الصحيحين [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر فلا صلاة له قالوا و ما العذر يا رسول الله ؟ قال : خوف أو مرض ] و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ لعن الله ثلاثة ـ من تقدم قوما و هم له كارهون و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط و رجلا سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب ] قال أبو هريرة : لأن تمتلىء أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير من أن يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا يجيب و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد قيل من جار المسجد ؟ قال : من يسمع الآذان قال أيضا : من سمع النداء فلم يأته لم تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر و قال ابن مسعود رضي الله عنه : من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى و إنها من سنن الهدى و لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم و لو تركتم سنة نبيكم لضللتم و لقد رأيتنا و ما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض و لقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف يعني يتكىء عليهما من ضعفه حرصا على فضلها و خوفا من الإثم في تركها ) فصل ( : و فضل صلاة الجماعة عظيم كما في تفسير قوله تعالى : { و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } إنهم المصلون الصلوات الخمس في الجماعات و في قوله تعالى : { و نكتب ما قدموا و آثارهم } أي خطاهم و في الصحيح [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته أحدهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه الذي صلى فيه يقولون : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه ] و قال صلى الله عليه و سلم : [ ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول ا الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة الخطا إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ] رواه مسلم
Tags:
الكبائر